Cherreads

Chapter 37 - شِعر قمري؟

وسط ظلمة الليل، كان البواب جالسًا في مكانه المعتاد، متكئًا على كرسيه يقرأ أحد الكتب تحت ضوء القمر الهادئ، وصوت الرياح يئزّ بين الأشجار العارية، يقلب صفحات الكتاب وباله منغمسٌ فيه.

وبدون سابق إنذار، قُطع تركيزه بصوت ضوضاء قادمة من بعيد، صوتٌ أشبه بخطوات مجموعة من الناس، مما أثار قلق واستغراب البواب الذي وضع كتابه فوق الطاولة وتوجه ناحية فتحة البوابة ليرى من يصدر هذه الضوضاء بالخارج.

أخذ نظرةً من خلال الفتحة، ليجد نيكولاس وجيني وألكسندر وماركوس متوجهين ناحية القرية.

بعد وصولهم إلى الباب، قدَّم ماركوس بطاقته إلى البواب الذي قام بأخذها بهدوء، ليقوم بعدها بمدة قصيرة بفتح البوابة.

دخل الجميع وأُغلقت البوابة من خلفهم، توجه ماركوس ناحية البواب لاسترجاع بطاقته، مرّر البواب البطاقة بينما قال له محاولًا صنع حديث بسيط:

"سارت المهمة بشكل جيد؟"

أجابه ماركوس بهدوء بينما يأخذ بطاقته:

"نعم"، ليتوجه بعدها ناحية ألكسندر. حكّ البواب رأسه في حيرة ثم التفت وعاد إلى مكانه المعتاد.

نظر ماركوس ناحية ألكسندر الذي كانت ملامح القلق والتوتر واضحةً على وجهه وقال له بنبرة هادئة:

"هيا اتبعني"، ثم التفت ناحية نيكولاس والبقية قائلًا لهم بلا مبالاة:

"قوموا بوضع العربة هناك وارجعوا إلى كوخكم فورًا"، ثم بدأ بالابتعاد عنهم ذاهبًا إلى مكان ما.

نظرت جيني بوجه متوتر نحو إيثان، الذي بالكاد كان فاتحًا عينيه من النعاس. بدأ الجميع بالمشي إلى أن وصلوا إلى كوخ الرجال.

نظرت جيني إلى إيثان بنوع من التوتر ثم قالت له بنبرة هادئة:

"أظن أن كل شيء بخير الآن، الوقت متأخر لذا... تصبح على خير، أظن."

وعلى حين غرة، قفز جيسي على إيثان محاولًا إخافته، لكن إيثان لم يُبدِ أي ردة فعل بسبب التعب، واكتفى بابتسامة بسيطة على وجهه بسبب رؤيته لجيسي، الذي أُحبط بعض الشيء بسبب عدم تمكنه من مفاجأة إيثان.

نظر جيسي ناحية جيني وبوجهه ملامح طمأنينة ثم قال بنبرة مرحة:

"الحمد لله على السلامة."

ردّت عليه جيني وفي وجهها ابتسامة خجولة:

"آه، شكرًا لك..."

ردّ عليها جيسي بينما ينظر إلى إيثان، الذي بدأ بالمشي إلى سريره للنوم:

"إذًا هل سار كل شيء بشكل صحيح؟"

ردّت عليه جيني:

"أجل... واجهنا بعض المشاكل، لكن كل شيء بخير، أجل."

ردّ عليها جيسي بينما يتثاءب من التعب:

"حسنًا، هذا جيد، الوقت متأخر الآن لذا تصبحين على خير."

ردّت عليه جيني:

"تصبح على خير..."

لتستمر جيني بعدها في السير عبر الأزقة الهادئة، بينما كانت الرياح الباردة تحرّك خصلات شعرها برفق. شعرت بثقل غريب في رأسها، وضعت يدها على جبينها وأخذت نفسًا عميقًا، بينما تهمس:

"رأسي يؤلمني بشدة... أحتاج لبعض الراحة."

عند وصولها إلى كوخها، وجدت جميع النساء اللاتي تسكن معهن نائمات. نزعت حذاءها بهدوء ثم ذهبت مباشرةً ناحية سريرها، لتأخذ قسطًا من الراحة.

في صباح اليوم التالي، استيقظت جيني على ضوضاء زميلاتها في السكن، نهضت من السرير ثم فتحت عينيها ببطء لتتفاجأ بكل النساء في الغرفة ينظرن إليها بنظرات من التعجب والاستغراب. تقدمت واحدة منهن وقالت بنبرة من الاستغراب:

"أنتِ هي الفتاة التي ذهبت مع ماركوس؟"

ردّت عليها جيني والتوتر غالبٌ عليها:

"نعم، ما الأمر؟"

لتبدأ بعدها الفتيات ينظرن إلى بعضهن البعض بنظرات من الصدمة والتعجب.

ثم بدأت الفتيات بالكلام في وقت واحد، مما جعل كلامهن غير مفهوم لجيني، لكن واحدة منهن اقتربت من جيني بشدة وقالت لها بنبرة من التشويق:

"هذا رائع! يا أختي، أخبرينا ما الذي حدث معكم؟ كيف سارت المهمة؟ أخبرينا كل شيء رأيته من فضلك."

تقدمت فتاة أخرى وقالت بنبرة متحمسة:

"أجل أجل، أخبرينا ما الذي حدث، فكما تعرفين، المكان في هذه القرية ممل بشكل كبير، فلا يوجد الكثير بإمكاننا الحديث عنه، لذا فالوضع ممل هنا في معظم الأوقات."

جعلت ردّة فعل الفتيات المبالغ فيها ونظراتهن اللامعة والمتلهفة لشيء جديد في حياتهن الروتينية المملة جيني تشعر بالارتباك والتوتر. حاولت البحث عن أي مهرب من هذا، لكنها لم تجد سوى الكثير من النساء في كل مكان ينظرن إليها بمختلف النظرات من الفضول والتشويق.

تنحنحت جيني بخفة، ثم قالت بنبرة هادئة مرتبكة وهي تضع يدها على رقبتها بتوتر:

"حسنًا... لم يكن الأمر بذلك الحماس... فقد كانت مهمة مخيفةً بعض الشيء... لا أعرف من أين أبدأ."

قاطعتها فتاة أخرى بصرخة مليئة بالحماس:

"ابدئي من البداية! كيف كان المكان الذي ذهبتم إليه؟ ماذا رأيتِ؟ فقط أخبرينا بكل ما حصل!"

أخفضت جيني نظرها قليلًا، ثم قالت والارتباك يهيمن عليها:

"حسنًا..."

لتبدأ بعدها بقص المهمة عليهن من البداية إلى النهاية، لساعة كاملة.

بعد اكمالها القصة بالكامل،عمَّ الصمت الغرفة للحظة، وكأن الفتيات كنّ بحاجة لثوانٍ لهضم كل ما سمعنه. كانت أنفاس بعضهن محبوسة، وعيونهن متوسعة بدهشة، وكأنهن عشن التجربة معها لحظة بلحظة.

ثم انفجرت إحدى الفتيات قائلةً بدهشة حماسية"هذا رائع حقا!!!عملية قتل!تحقيق!وحوش!كل هذا رائع بشكل لا يصدق"

قالت واحدة اخرى بنبرة من الاستغراب"لكن هذا بشع ايضا كيف يمكن لذالك شخص فعل هذا لناس؟و فوق كل هذا سمح له ماركوس بالقدوم الا هنا!ما الذي سيضمن لنا انه لن يقوم بشيئ ما؟و لماذا لم يعارض احد منكم على هذا؟!"

ردت عليها جيني و وبوجهٍ عبوس بعض الشيئ"حسنا لقد عارضناه بالبداية و قلنا له بأنه لا يجب علينا اصطحابه لكنه اصر و اخذه معنا متجاهلا كل ما قلناه،و حسنااا ايضا لأن ماركوس عندما حاول معارضته بالقوة انتهى به الامر مضروبا بشدة."

قاطعت الفتاة الاولى كلامها و بوجهها علامات الجدية"اذا ماركوس ذالك حقا وغد حقير كما يقال عنه لكني لم اتوقع ان يكون بهاته الحقارة ان يقوم بتهريب قاتل من الاعدام! و فوقها يحضره لقريتنا!ايحاول تسبب بمقتلنا؟!"

ردت عليه فتاة اخرى"انه قاتل مثله ما الذي تتوقعينه منه اساسا؟"

نظرت جيني ناحية الفتاة بملامح الاستغراب و قالت لها"قاتل؟"

ردت عليها نفس الفتاة"مذا؟الم تكوني حاضرةً وقت_اوه صحيح انت مازلت جديدة هنا...همممم حسنا قبل ان تأتي انت لهنا بسنتين و نصف تقريبا_"

قاطعتها احد صديقاتها"لا بل 3 يا غبية"

اكملت الاولى كلامها"اصمتي و دعيني احكي لها ما حصل،احم المهم انه بذالك الوقت كانت الاوضاع فوضوية بسبب قلة موارد وقتها فقد كانت القرية لازالت ببداياتها و كان الاكل و الشراب قليلا من ما ادا قيام الناس بسرقة الموارد من الاخرين و ذالك ايضا ما ادا الا اجتياح الفوضى للمكان بأسره،ليقوم ماركوس فجأة بالمشي ناحية حشد من الناس الغاضبة وسط المدينة و يقوم بقتل حسب ما سمعت للمسبب رئيسي لهذا الحشد الغاضب،من ما اثار الفزع و الغضب بين اهل القرية الذين حاولو امساكه بعد ذالك،لكن المرعب حقا انه اطاح بهم واحدا واحدا من الرغم من كونهم 30 شخصا اتصدقين!!!و قال لهم بعد ان اطاحهم جميعا التزمو الهدوء او سيكون مصيركم مثل هذا،و من بعد هاته الحادثة لم يتجرئ احد على تكرار نفس الفوضى من رغم ان حالة القرية اصبحت اسوء لمدة شهر كامل!"

قالت جيني و بوجهها ملامح من التوتر و الدهشة"هذا مروع حقا...لم اكن اتوقع ان يكون هكذا"

ردت عليها فتاة"اجل...لكن الاغرب انك قمتي بمهمة كاملة معه و هذا لوحده جنوني ههههه،اوه صحيح نسيت ان اعرف بنفسي لك سابقا اسمي مادلين و انت حسب ما سمعت اسمك جيني سررت بلقائك"

لتبدأن من في الغرفة في ذكر اسمائهن لجيني واحدتا تلو الاخرى

"اسمي مريم تشرفت بك"

"كلارا"

"ادعى بيرت او يمكنك مناداتي كما تريدين"

"اغاليا من عائلة روسو"

"فاطمة ابنة ليلى تشرفنا"

ردت جيني عليهم بمزيج من التوتر و الطمأنينة"تشرفت بكن جميعا"

ردت عليها مادلين"لا داعي لرسميات انت صديقتنا من الان"

ثم قامت بمعانقتها،من ما جعل جيني تشعر بالاستغراب و الحيرة و لكنها احست بنوع من السعادة جراء ذالك.

خرجت الفتيات و معهن جيني لشوارع القرية الواسعة،بينما تتجول الفتيات بين الأزقة، تتبادلن الضحكات والتعليقات حول أحداث الليلة الماضية مع جيني التي بدأت بالانسجام معهن قليلا.

توقفت مريم أمام عربة صغيرة يبيع صاحبها شطائر اللحم الساخن و قالت للفتيات بإبتسامة"لا اظن اننا جربنا هذا من قبل صحيح؟"

ردت عليها بيرت بتعجب"هممم صحيح لم ارا هذا الكشك من قبل"

ردت عليها مريم بحماس"اذا لنجربه"

توجهت مريم نحو البائع و اشترت 6 شطائر و قدمت للكل واحدة بينما تقول لهن"هاته الشطائر على حسابي فقط ترحيبا بجيني كصديقتنا بالمرة القادمة ستدفعون لأنفسكم"

أخذت جيني الشطيرة بخجل، وردّت بابتسامة لطيفة"شكرا على لطفك"

ردت عليها مريم بإبتسامة خفيفة"لا داعي لشكر"

نادت كلارا على الفتيات قائلتا لهن"تعلن الا هنا بسرعة!"

تقدمن ناحيتها بفضول ليجدنها امام محل الملابس تنظر ناحية لباس معين.

كانت جلابةً بلون ذهبي مزينتا بزخارف جميلة و جذابة من ما اثار اهتمام الفتيات جميعا ما عدا جيني.

توجهت كلارا ناحية صاحبة المحل و قالت لها بنبرة من الاعجاب"هذا التوب رائع حقا!اخبريني كم ثمنه؟"

ردت عليها صاحبة المحل"انه ب100"

ظهرت تعابير الصدمة على ملامح كلارا التي انصدمت من سعر الجلابة الغالي،علت على وجهها ملامح الاحباط و بدأت بالمشي بعيدا عن المحل في حين كانت الفتيات يضحكن عليها من بعيد.

لاحظت مادلين بعدها ان ملابس جيني متسخة و بحالة سيئة و قالت لها و بوجهها مزيج من السخرية والمرح"ما هذا يا فتاة؟ملابسك متسخة بشكل فظيع!كيف لم نلحظ هذا بالبداية؟او بشكل اصح كيف استطعتِ النوم بهذا شيئ اصلا؟!"

ردت عليها مريم"صحيح لم الاحظ الامر حتى الان ملابسها مهترئة حقا"

تدخلت فاطمة بينهم"لا تقولو هذا لقد كانت بمهمة خطيرة البارحة بالطبع ستكون هكذا،لكنها فتاة لا يجب ان ترتدي ملابس كهاته(التفت ناحية جيني)هيا يا فتاة لنذهب لنشتري لك ملابس جديدة"

وافقت الفتيات فور سماعهم للفكرة في الوقت الذي كانت فيه جيني واقفة بلا حراك طاغيةً على وجهها ملامح الارتباك و الاستغراب بينما تنظر ناحية ملابسها

"اوه...لم الحظ ذالك ايضا،من الرغم اني قمت بتنظيفها قبل دخولي لهذا مكان مباشرة لكنها الان متسخة بالفعل ....اااا تبا لي"

امسكت مادلين جيني من ذراعها ساحبتا اياها ناحية المحل،دخلت جيني المحل وهي تشعر بشيء من الحرج، لكنها لم تستطع منع نفسها من التحديق في الملابس الجميلة التي تملأ الرفوف.

قالت اغاليا بهدوء وهي تلتقط سترةً بنية اللون مع قميص اخضر داكن سروال واسع بني"ما رأيك بأن تجربي هذا اظنها ستناسبك"

نظرت جيني إلى القطعة بتردد، ثم أخذتها قائلة بخجل: "حسناً... سأجربها."

دخلت غرفة التبديل، وبعد دقائق خرجت وهي ترتدي اللباس الجديد. كانت نظرات الدهشة مرسومة على وجوه الفتيات.

قالت مادلين و هي تصفق بحماس"رائع لقد جاء رائعا عليك"

اضافت اغاليا بنبرة منبهرة هادئة"صحيح لقد جاء جيداً بشكل لا تتصويرنه"

شعرت جيني بالخجل، لكنها لم تستطع كبح ابتسامة خفيفة تشكلت على وجهها. 

تم شراء الملابس و خرجت الفتيات من المحل بينما استمررن بمدح مظهر جيني الجديد.

مرت الدقائق و الساعات و الفتيات يمرحن و يستمتعن بقدر ما يستطعن،حتى جيني التي لم تكن تحس بالراحة معهن بالبداية انتهى بها المطاف بمبادلتهم لنفس الشعور و ارتسام الابتسامة على وجهها طيلة الرحلة معهن.

حقبت الشمس حقائبها استعدادا لرحيل و بدأت الاسواق بأن تصبح فارغتا شيئا فشيئا،و بدأت الفتيات بالمشي متجهاتِِ نحو منزهلن و التعب واضح على وجوههن.

نظرت مادلين الا جيني بتعب و قالت بنبرة تعبة"كيف كان اليوم يا فتاة؟"

ردت عليها جيني بإبتسامة صغيرة"افضل يومِِ بحياتي"

ردت عليها مادلين مبادلتا اياها الابتسامة"ههههه كما توقعت"

اثناء حديثهم قاطعهم شخص ما من الوراء قائلا"اعذرنني يا سيداتي"

التفت الفتيات لمصدر الصوت ليجدن رجلا شابا بشعر اسود كثيف و عينين بنيتين مع بزلة رسمية و عقدة عنق سوداء و حقيبة بنية على ظهره.

نظرت الفتيات الا بعضهن البعض و اليه بمزيج من التعب و الاستغراب.

اكمل الرجل كلامه بينما يخرج كيسا صغيرا من الحقيبة"الليل اقترب و لا اريد تضييع وقتكن قريبا لذالك لكي اختصر عليكم انا بائع بسيط ابيع نوعا معينا من الفطر يدعا فطر سيلوسيبيين و هو نوع جديد من الفطر نريد بيعه لذالك لكي نتحقق من جودته"

سألته غاليا محاولتا التخلص منه"لا شكرا لا نملك مالا لشراء"

جاوبها الرجل محاولا اقناعها"من قال انك ستشتريه انه مجاني بالكامل،او بشكل اصح فقط بهذا الوقت الان،لأنني سأبيعه لاحقا بعن لا يقل عن 50 عملة"

ردت عليه عاليا بعد ارتسمت عليها و على صديقاتها ملامح الصدمة"50؟!ما هذا الفطر بالضبط انه غالٍ بشكل مبالغ فيه!"

رد عليها الرجل بينما ظهرت في وجهه ابتسامة خفيفة بالكاد ترا"لأن هذا يعتبر من اندر انواع الفطر في العالم حتى قبل الكارثة لم يكن يُزرع إلا في مناطق محددة من قارتين الشمالية و الجنوبية فالوصول إليه أشبه بالمستحيل... لهذا أقول، هذه فرصة نادرة لتجربته مجانًا"

تبادلت الفتيات النظرات مرة اخرى،مزيج من الريبة والفضول بدا واضحًا على وجوههن،تقدمت جيني و قالت لرجل بمزيج من الهدوء و التسائل"اذا ما المميز بهذا الفطر؟"

أومأ الرجل برأسه، ثم قال بينما يخرج حبة فطر زرقاء لامعة و كأنها مصباح ليلي صغير"انه فطر مفيد بشكل لن تتصوروه حيث لديه القدرة على زيادة الاسترخاء و يقضي على التوتر مهما كان إن كنت حزينة أو غاضبة سيُخفف كل ذلك ويتركك في حالة راحة داخلية نادرة،بل حتى ستستطعن التحكم بأحلامكن كيفما تشأن و العديد من فوائد الاخرى"

ظهرت ملامح الاهتمام على مادلين و جيني بينما لم تهتم الاخريات و كن فقط يردن العودة للمنزل لراحة.

تقدمت مادلين لكي تأخذ الفطر لكن كلارا اوقفتها و همست بأذنها"اجننتي ام مذا؟من المجنون الذي قد يقوم ببيع شيئ كهذا مجانا؟على الاغلب انه مخدر ما او ما شابه".

غيرت كلارا انظارها ناحية الرجل و في وجهها إبتسامة صغيرة"اسفة لكننا سنرفض عرضك"

تنهد الرجل بحسرة بينما يرجع كيس الفطر الا حقيبته قائلا"حسنا ان كان هذا ما تردنه فلن ازعجكن اكثر،ليلةً سعيدة يا انسات" ثم التف مبتعدا بالظلمات.

ظهرت ملامح الحسرة على وجه مادلين بينما قالت بنبرة فيها نوع من الحزن"تبا...لقد بدا ذالك الفطر رائعا كنت اود تجربته".

ردت عليها جيني بنبرة هادئة و نوع من الحسرة"اجل انا ايضا..."

ردت عليهن كلارا بعصبية"ايتها الغبياء مذا ان كان مخدرا؟او حتى شيئا اسوء؟مذا كان سيحصل لكن برأيكن ها؟"

قاطعت مريم كلامها"اوه هيا بسرعة اريد النوم لا اريد تضييع الوقت على شيئٍ سخيف كهذا".

عم الصمت بينهن ثم بدأن بالمشي ناحية كوخهن بهدوء.

وصلت الفتيات الا الكوخ و ذهبت كل واحدة منهن الا سريرها غارقات في احلامهن ينتظرن ما يخبأه لهن الغد...

في منتصف الليل استيقظت جيني من نومها،نهظت من سريرها بهدوء خارجتا من الكوخ كالمعتاد لتلتقي بصديقها القديم القمر.

بدأت بالمشي بين الازقة المضائة بضوء القمر بينما تتكلم بصوت منخفض للقمر"يا صديقي لقد كان اليوم افضل يومِِ في حياتي،كلمني ابي دائما عن قصصه مع اصدقائه و كيف كان يقضي وقته معهم لكن بعد تجربتي للأمر بنفسي...فهذا اجمل من ما توقعت،لم احس يوما بهاته السعادة و الاستمتاع من قبل،لقد كان شعورا رائعا افضل حتى من الفرح افضل من السعادة لقد كان ممتعا،من قلة ما احسست بهذا الشعور هههه لقد نسيته تماما، فقد كان معظم ما اقوم به بسيطا و مكررا كما تعلم،اللعب بالتراب،تنظيف المنزل،صنع الطعام،و التكلم معك و عندما كان والدي موجودا كنت العب معه الورق من وقت لأخر لكنه كان مملا،لكن هذا مختلف لقد كان ممتعا هههههههه...".ظهرت على وجه جيني نوع من الخجل بينما جلست على احد الارصفة"احم...اسفة لقد تكلمت كثيرا لم استطع منع نفسي..."رفعت وجها ناحية القمر"اتمنى فقط لو استطعت القدوم معي وقتها كنت لتفهم ما اقصده...لكنك للأسف لا تستطيع الهبوط...او انك لا تريد"عم صمت لثوانِِ معدودة قبل ان تكمل كلامها"لكنني ممتنة لك... لأنك كنت تستمع إلي دائمًا عندما كنت وحيدة،حتى لو لم تكن تستطيع الرد."

اخذت تنهيدةََ خفيفة لتبدأ بعدها بالنظر بالارجاء،ظلام بكل مكان متقابل مع ضوء القمر الناعم و الهدوء غالب على كل الاصوات و وسط كل هذا لاحظت جيني شيئاً غريبا،ضوء ازرق خافت قادما من احد الاماكن المظلمة من ما اثار فضولها نحوه.

وقفت على قدميها و بدأت بالمشي ببطئِِ ناحية مصدر الضوء،اقتربت أكثر فأكثر حتى وصلت إلى زاوية أحد الأزقة الضيقة،وهناك وسط كومة صغيرة من الأعشاب البرية، كان شيء ما يتوهج بخفوت كنجم صغير ساقط على الاراضي الميتة.

مدت جيني يدها بفضول طفولي ناحية مصدر الضوء حاملتا اياه بيدها،لتتفاجئ بأنه نفس الفطر الذي عرضه لهم ذالك الرجل سابقا.

"انه نفس الفطر ذاك ما الذي يفعله هنا؟...ايمكن انه قد اوقع واحدتا بالخطأ؟نعم على الاغلب هذا ما حدث"

رفعت الفطر قريبا من عينيها و بدأت بتقليبه يمينا و شمالا تتأمل شكله الخلاب و الجذاب،رائحته كانت زكية و شهية زارعا رغبتا بداخلها لأكله.

"انه لا يبدو بذالك السوء،رائحته جذابة و بما ان الفطر يقدم هنا كطعام فلا بد انه يأكل ايضا الا تظن ذالك يا قمر؟"

ثم، بدون وعي حقيقي منها،قامت بأكل الفطر و إبتلاعه.

نظرت يمينا و شمالا ثم نظرت ناحية يديها بينما تقوم بلفهم لأعلى و الاسفل لبضعة ثواني.

"طعمه جيد لكني لا اشعر بأيٍ من تلك التأثيرات الايجابية التي ظل يتحدث عنها،ولا اي شيئ سيئٍ ايضا...يبدو انه مجرد فطر عادي"

اخذت بعدها تنهدا خفيفا من خيبة الامل،لتعود ناحية الرصيف مجددا.

"همممم قمر اتتذكر كتاب الشعر ذاك الذي وجدته بالصدفة مدفونا امام باب بيتنا هههه لقد كان جيدا حقا كما تعلم،ظللت كل ليلة اقرئ عليك من شعره حتى انني حاولت تأليف بعض الشعر بنفسي لكنه كان سيئا طبعا هههههههه"

"لو كان شِعرك سيئاً فالشعرُ مجرد كلامٍ للهواةِ".كلامٌ سُمع من السماء بصوتٍ عميقٍ فيه نبرة من النبل يتردد كأنما في قاعة من حجر منذ آلاف السنين.

شعرت جيني بمزيج من الصدمة و الرعب فور سماعها لذالك،نظرت يمينا و شمالا لكنها لم تجد اي احد بالجوار من ما زاد من رعبها اكثر.

تكلم الصوت مجددا"اه يا نَجْمَةَ السَّمَاءِ عَلَى الْاَرْضِ اَفَزِعْتِي مِنْ صَدِيقٍ تعْرِفِينهُ قَبْلَ الجَّمِيعِ؟"

توقفت جيني عن الحركة تمامًا،محاولات استوعاب ما يحدث،تسعى لمعرفة من هذا.

الا ان فجأة رفعت رأسها ببطء، وهمست بصوت متزعزع غير مقتنعةٍ بما فكرت فيه لتوها"صديق؟..."

وجهت ناظريها مباشرة ناحية القمر لتتفاجئ بما لم يكن بالحسبان.

رأت القمر... ليس كما تعودت عليه،بعيدا و وحيدا،اصم و ابكم،بل كان اقرب،اوضح،تغير بالكامل.

كان القمر بشكله المعتاد مع عينٍ واحدةٍ ضخمة تلمع في مركزه،مع ذراعان و قدمان قصيرتين خرجتا من جانبيه بلون اسود محاط بطبقة من النور.

بقيت جيني مجمدتا من الهول المنظر بينما اقترب القمر منها بهدوء إلا ان اصبح على مقربة منها.

ما إن استوعبت جيني ما يحدث لم تفزع و لم تخف بل ابتسمت ابتسامتا طفولية ثم قالت بنبرة مليئة بالسعادة "إذا انت حقا شاعر كما اخبرني ابي ههههههه انت لا تعرف كم انتظرت هذا اليوم."

رد عليها في حين ما رفع يده ناحيتها"و انَا تَحَرَرْتُ مِنْ قُيُودِ السَّمَاءِ لِتَحْقِيقِ ذَالِكَ الْاِنْتِظَارِ"

وضعت جيني يدها على يد القمر الممدودة نحوها و السعادة تملئ وجهها،ثم ردت عليه بنبرة من الفرح"الامر يبدو كحلم لكنه واقعي،انا المس يدك كل شيئٍ حقيقي بالفعل"

رد عليها القمر بعد ان ترك يدها و بدأ بالف حولها ببطئ"كُلُّ شَيْءٍ حَقِيقِي يَا نَجْمَتِي الوَحِيدَة"

توقفت جيني قليلاً، كانت كلمات القمر تغمرها بشعورٍ من الطمأنينة و السعادة ثم سألته مع ضحكة خفيفة"ههه توقف عن تكلم بهاته الطريقة انت تربكني"

رد عليها محاولا التكلم بشكلٍ طبيعي"كما تشائين"

حكت جيني رأسها بخجل لترد عليه بعدها بصوتٍ خافت""كنت دومًا أحدثك، أشاركك أسراري وأحلامي... لكن بصراحة لم أتوقع أبدًا أن ترد."

أجاب القمر بهدوء"كنتُ أُريد الرد، لكن السماء لا تسمح بالحديث، فقط الاستماع."

ردت عليه جيني و بوجهها علامات الاستغراب"سماء؟إذا كان هناك شيئٌ يمنعك من قدوم"

توقف القمر فجأة عن دوران واقفا مباشرةً امامها"لا يهم الان كل ما يهم اننا معاً اخيرا"

ابتسمت جيني بطمأنينة ثم ردت عليه"انت محق...اتعرف من الرغم انني اردت ان اقابلك منذ وقتٍ طويل لكنني الان لا اعرف ما يجب قوله حقا..."

جمع القمر يداه مع بعضهما البعض في حين اخرج ضحكةً غريبة و كأنه كان يضحك داخل كهف مجوف ليقول بعدها بنبرة لطيفة"ليست مشكلة فمن الرغم من اننا اصدقاءٌ قداما لكنه لقائنا الاول في نهاية المطاف...اذا ما رأيك بقصة صغيرة؟"

قالت جيني بدهشة ممتزجة بحماس"قصة؟بالطبع"

أومأ القمر برأسه ببطء، ثم اشر ناحية السماء.

نظرت جيني الا المكان الذي اشر اليه لتجد مجموعة من النجوم الساطعة تتحرك لتجسد قصة القمرفي السماء.

قال القمر بنبرة شاعرية"قَبْلَ غَيَاهِبِ الدَّهْرِ كَانَتِ النُّجُومُ تَعِيشُ بِرَاحَةٍ بَيْنَ فَرَاغِ السَّمَاءِ، تُزَيِّنُهَا بِنُورِهَا وَتُزِيلُ كَآبَةَ الظَّلَامِ، سَمَاءٌ مُنِيرَةٌ وَنُجُومٌ سَعِيدَةٌ وَكُلٌّ مُرْتَاحُ الْبَالِ، إِلَّا أَنْ جَاءَ يَوْمٌ لَمْ يُحْسَبْ لَهُ حِسَابٌ تَوَسَّعَ الظَّلَامُ وَبَدَأَ بِإِطْفَاءِ النُّجُومِ، حَاوَلُوا الْقِتَالَ وَالْمُقَاوَمَةَ لَكِنَّ الظَّلَامَ كَانَ لَهُمْ كَالْوَبَاءِ، مَرَّ الزَّمَانُ وَغَلَبَ الظَّلَامُ عَلَى النُّورِ، لَكِنَّ نَجْمَتَيْنِ كَانَا يَحْمِلَانِ مَعَهُمَا نَجْمَةً صَغِيرَةً أَضْعَفَ مِنْ أَنْ يُرَى نُورُهَا بِالسَّمَاءِ، حَاوَلَ النَّجْمَانِ حِمَايَةَ نَجْمَتِهِمُ الصَّغِيرَةِ لَكِنَّ الظَّلَامَ ابْتَلَعَ أُمَّ النَّجْمَةِ، وَمَعَهُ وُلِدَتِ النَّجْمَةُ الصَّغِيرَةُ بِالسَّمَاءِ، انْدَسَّتِ النَّجْمَتَانِ بَيْنَ السُّحُبِ، هَارِبَتَانِ مِنْ بَأْسِ الظَّلَامِ، مَرَّتِ السِّنِينَ وَازْدَادَ نُورُ النَّجْمَةِ الصَّغِيرَةِ لَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ لِيَرَى نُورَهَا سِوَى أَبِيهَا الَّذِي قَلَّ نُورُهُ مِنْ مَوْتِ النَّجْمَةِ الْأُمِّ، يَذْهَبُ النَّجْمُ الْأَبُ لِلبَحْثِ عَنْ طَعَامٍ مُحَارِبًا الظُّلُمَاتِ مِنْ أَجْلِهَا، بَيْنَمَا بَقِيَتِ النَّجْمَةُ الصَّغِيرَةُ وَحِيدَةً بِالسَّحَابِ، أَدْرَكَ النَّجْمُ الْأَبُ ذَٰلِكَ مُسْبَقًا لَكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ كَافِيًا لِوَحْدِهِ، بَقِيَ عَاجِزًا بَيْنَمَا يَرَى نُورَهُ وَنُورَ نَجْمَتِهِ يَقِلُّ يَوْمًا تِلْوَ الآخَرِ إِلَّا أَنَّ فِي أَحَدِ اللَّيَالِيِ رَأَى نُورِي، كُرَةً صَخْرِيَّةً مُعَلَّقَةً بِالسَّمَاءِ تُعَكِّسُ نُورًا لَا تَأْثَرُ عَلَيْهَا لَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّجُومُ، دَائِمًا مَوْجُودٌ سَوَاءٌ بِالسَّرَّاءِ أَوِ الضَّرَّاءِ، فَقَرَّرَ الْأَبُ أَنْ يَسْتَعِيرَ ضَوْءَ الْقَمَرِ لِنَجْمَتِهِ الصَّغِيرَةِ، مِنَ الرَّغْمِ مِنْ كَوْنِ نُورِ الْقَمَرِ غَيْرَ أَصْلِيٍّ لَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ خِيَارٍ سِوَى الِاسْتِمْرَارِ بِالْكَذِبَةِ مِنْ أَجْلِ اسْتِمْرَارِ نُورِ النَّجْمَةِ الْوَحِيدَةِ، نَجَحَتِ الْخُطَّةُ وَازْدَادَ نُورُ النَّجْمَةِ بِنُورٍ كَاذِبٍ لَكِنَّهُ رَآهُ أَسْطَعَ مِنْ نُورِ الْحَقِيقَةِ، مَرَّتِ السِّنِينَ وَانْخَفَضَ نُورُ الْأَبِ مَعَهَا بَيْنَمَا يَرَى نُورَ نَجْمَتِهِ يَكْبُرُ مَعَ الْوَقْتِ حَتَّى أَصْبَحَ كَنُورِ النُّجُمَاتِ الْأُخْرَيَاتِ، عَانَقَ الْأَبُ نَجْمَتَهُ وَقَدَّمَ لَهَا مَا تَبَقَّى مِنْ نُورِهِ، لِيَخْتَفِيَ بَعْدَهَا بَيْنَ السُّحُبِ بِالْكَادِ يُرَى نُورُهُ بِالسَّمَاءِ، بَيْنَمَا بَقِيَتِ النَّجْمَةُ وَحِيدَةً مَعَ الْقَمَرِ، لِتُصْبِحَ تَعْتَمِدُ عَلَى نُورِ الْقَمَرِ لِتُبْقِيَ نُورَهَا بِالسَّمَاءِ، مُتَخَلِّيَةً عَنْ نُورِ النُّجُومِ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْقَمَرُ لَا يَرُدُّ لَكِنَّهُ أَحْسَنَ بِالِاسْتِمَاعِ، لَكِنَّ الزَّمَانَ اسْتَمَرَّ بِالتَّقَدُّمِ وَتَعَرَّفَتِ النَّجْمَةُ عَلَى نَجْمَاتٍ جُدُدٍ، مِنَ الرَّغْمِ مِنْ كَوْنِ نُورِهِمْ خَافِتًا وَسَطَ الظَّلَامِ لَكِنَّهُ كَانَ كَافِيًا لِإِرْجَاعِ الْقَلِيلِ مِنْ ضَوْءِ النُّجُومِ لِنَجْمَتِهَا الْوَحِيدَةِ، لِتُحِسَّ النَّجْمَةُ أَخِيرًا بِنُورِ النُّجُومِ، وَهَا هِيَ الْآنَ تَتَحَوَّلُ بِبُطْءٍ إِلَى نَجْمَةٍ عَادِيَّةٍ، مُتَخَلِّيَةً بِبُطْءٍ عَنْ ضَوْءِ الْقَمَرِ، لَكِنْ حَتَّى مَعَ هَذَا ظَلَّتْ مُتَشَبِّتَةً بِضَوْءِ الْقَمَرِ، آبِيَةً تَرْكَ النُّورِ الَّذِي عَاشَتْ مَعَهُ مُنْذُ الْأَزَلِ، لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهَا يَوْمًا لَكِنَّهُ أَحْسَنَ بِالِاسْتِمَاعِ، وَهَا هُوَ ذَا قَرَّرَ الرَّدَّ عَلَى النَّجْمَةِ فِي أَحَدِ اللَّيَالِيِ، لَيْسَ كَقَمَرٍ كَاذِبٍ، لَا، بَلْ كَنَجْمَةٍ كَالنُّجُومِ."

رجعت النجوم بعدها لنمطها العادي بالسماء في حين ارجع القمر نظره ناحية جيني التي كانت جالسةً على الرصيف واضعةً يدها على خدها و بوجهها علامات التعب و الاسترخاء.

"قصةٌ بسيطة لكنها جميلة...تذكرني بقصص والدي لي قبل النوم"

رد القمر و هو يبهبط على الارض"لتقومي بعدها بالاستيقاض باليل و قصها لي"

وضعت جيني يدها على وجهها كابتتا ضحكتها"ههه صحيح تماما..."

فجأةً احست جيني بالدوارْ فاقدتا توازنها قليلا،لكن القمر امسكها مانعا اياها من سقوط،و في غضون ذالك خرجت من عينه دمعةُ حزنٍ صغيرة من عينه منقلبتاً الا السماء و كأن جاذبيتها معكوسة قائلا بنبرة خافتة مليئةٍ بالحزن"و كم يألمني الفراقُ بعد لقاء قصير،لكن هاته نهاية لقائنا يا جيني."

رفعت جيني رأسها ببطئ ناحيته محاولتا الكلام رغم عدم احساسها بالعالم تقريبا"لا تقل لي انك ذاهب...لقد التقينا لتو."

ظل القمر صامتا بينما يقوم بتمشيتها ناحية كوخها.

وصلو الا الكوخ و وضع القمر جيني على سريرها بهدوء في الوقت التي كانت جيني تكافح من اجل الكلام لكن شيئا ما منعها من ذالك.

نظر القمر اليها نظرةً اخيرة ثم قال بصوتٍ عميقٍ فيه نبرة من النبل و الحزن يتردد كأنما في قاعة من حجر منذ آلاف السنين"اردت البقاء معك اكثر يا نجمتي الصغيرة،لكن ما بيدي حيلة فبقائي لن يجلب سوا الضرر لكي...لكن تذكري اني دائما بجوارك كالمعتاد،اراقب من السماء مطمئنا عليك كل نهارٍ و مساءٍ،وداعا جيني يا نجمتي المفضلة"

ليعود بعدها الا سماء عائدا الا شكل القمر الطبيعي،و تعود جيني معه الا عالم الاحلام نائمتا بهدوءٍ و سلام.

the end amigo

النهاية

More Chapters