Cherreads

Chapter 42 - اليوم الاخير

بعد طلوع الفجر مباشرةً،و استيقاظ الفريق من نومهم،خرجو مباشرة من البيت،بادئين بالمشي بين الازقة ،و المباني المدمرة في كل مكان،محاولين تجنب اي تلاقٍ مباشر مع اي مخلوق غير بشري.

و بعد مدة من المشي،وصلو الا نهاية المدينة.

حيت توقفت البيوت عن الظهور،ليحل محلها طريق شاسعة مليئة بالتلج و الاشجار الخالية من الاوراق،و السيارات المدمرة.

اخذ ايثان نظرة اخيرة للمدينة الميتة،مركزا على ملامحها المدمرة،بوجهٍ طفولي مليئٍ بالفضول،و في ذهنه سئال تركه في حيرة من امره.

كيف كانت المدينة قبل ان تصبح هكذا؟

لكنه تجاهل الامر بعد ان ابتعدو عنها قليلا،و شغل باله فقط في شيئ واحد،وهو البحث عن هدف مناسب له.

اثناء ذالك،التفت جيني نحو جوزيف و في وجهها ملامح الاستغراب و كأنها تذكرت شيئا ما لتو،لتناديه قائلتا"جوزيف"

التف جوزيف نحوها بعينين تعبتين قبل ان يرد عليها"ماذا؟"

اكملت جيني كلامها"كنت اريد ان اسألك عن هذا سابقا،لكنني نسيت ان افعلها،اما الان و بما انه اصبح لدينا وقت كاف للكلام،اردت ان اسألك عن تلك الليلة"

رفع جوزيف حاجبه بإستغراب قائلا"ها؟اي ليلة؟"

ردت عليه جيني"في احد الليالي،في منتصف الليل،وجدتك تمشي لوحدك في القرية،من ما اثار استغرابي حقا حينها،لذالك تبعتك،و عند تتبعي لك...حسنا وجدتك مع احد تلك المخلوقات،و قد بدا لي انك كنت تكلمه عن شيئ ما،لذالك من فضلك اشرح لنا ماذا حدث في تلك الليلة"

تكلم نيكولاس معززا على كلام جيني،دون ان يلتف لهما"اوه اجل،لقد كنت معها كذالك...كنت انوي ان اسألك عن ذالك،لكنها سبقتني"

ظهر مزيج من الهزلية و لا مبالات على ملامح جوزيف قبل ان يجيبهم قائلا"اولا ايها الاوغاد،ما الذي تفعلونه اصلا في منتصف الليل؟ثانيا ايها الاغبياء ذالك المخلوق عبارة عن ناقل رسائل بين القرا،حيث نقوم بإخباره بالكلام الذي تود ارساله،و هو سيقوم بإعادة تكراره عند وصوله للقرية المقصودة قد خرجت في منتصف الليل،و قمت بتضييع نومي الهنيء بسبب ان ماركوس ذاك قام بإيقاظي و طلب مني ان اقوم بإرسال رسالة لقرية ويلوود لنخبرهم بمجيئنا مسبقا...اارتاح بالكم الان"

ردت عليه جيني بنوع من فضول و الاستغراب"لكن،لمذا لم يخبرنا احد بذالك مسبقا؟"

رد عليها جوزيف،مرجعا انظاره للأمام" لماذا سيخبرونكم بذالك اصلا؟الكل مشغول بأشيائه الخاصة"

ردت عليه جيني بنوع من الاحراج مبعدتا انظارها عنه"اوه...نعم منطقي"

ليستمرو بعدها بالمشي،حتى اختفت ملامح المدينة تماما من على مرأ اعينهم،يقضون وقتهم بالكلام،الضحك و الاستمتاع،من ما جعلهم لا يشعرون بطول الرحلة.

بعد مرور ساعتين على مشيهم.

بدأ العطش و الجوع يرتسم على وجوه المسافرين.

نطق جوزيف قائلا بتعب"نيكولاس،ماءءءء..."

رد عليه نيكولاس"ليس لدي سوا القليل من الطعام المعلب،اما عن المياح فلا يوجد بالوقت الحالي...لكنني اعرف نهرا قريبا من هنا،كنت استعمله دائما"

رد عليه جوزيف بعيونٍ مشككة"قريب ها؟لا بد انه ببعد ساعتين اخرتين"

ضحك نيكولاس عليه لعدة ثواني قبل ان يكمل كلامه بسخرية"لا داعي لقول هذا،فقد اقتربنا بالفعل،لم يبقى الكثير"

جاوبه جوزيف و الصبر قد نفذ من عنده"فقط اعطني ولاعتك العينة لأشعل النار و اقوم بتذويب التلج،افضل من اموت عطشا و انا بالطريق"

رد عليه نيكولاس بسخرية غاضبة"و كيف ستشعل النار يا ذكي؟بمؤخرتك مثلا؟فقط اصبر و اسكتنا"

جاوبه جوزيف و بوجهه ابتسامة ساخرة،واضعا يده على ذقنه"همممممممم فكرة جيدة بالواقع هيهيه"

فجأة توقف نيكولاس بمكانه،ليتوقف الجميع من بعده بصمت.

تقدمت جيني بضعة خطوات نحو نيكولاس و بوجهها علامات القلق قائلتا"ما المشكلة؟اهناك شيئٌ ما؟"

لكن فور تقدمها نحوه تفاجئت بنهرٍ جليدي مجمد،ممتد على طول البصر، و كأنه لا نهاية له.

نطق نيكولاس بعدها بنبرة هادئة"هممم،يبدو اننا قد وصلنا بالفعل،لكنني لم الحظ الامر بسبب التلوج"

قال جوزيف بعدها بنبرة ساخرة ممزوجة بالعصبية"واو النهر مجمد كذالك،يبدو انه علينا فعلاً حرق مؤخراتنا للحصول على الماء"

رد عليه نيكولاس بضجر"الشيئ الوحيد الذي سيحرق هي مؤخرتك"

ظهرت ضحكة خبيثة على وجه جوزيف قبل يكمل"ههههه استرخي يا رجل فقط امزح"

وضعت جيني يدها على فمها محاولتا كبح ضحكتها،بينما تنظر نحو جوزيف بوجهٍ ضاحك.

اخذ نيكولاس نفسا عميقا ثم قال بعدها"فقط اصمتو و اتبعوني"

ليلتف بعدها و يبدأ بالمشي،بنفس طريق امتداد النهر الجليدي.

قال جوزيف و الانزعاج واضح على نبرته"دعنا نسترح قليلا يا رجل،حلقي اصبح هشاً من كثر العطش"

ليرد عليه نيكولاس بنبرة هادئة"لا تقلق نحن قريبون...اقرب من ما تظن"

وضع الاخر يده على وجهه بعصبية و عدم صبر قبل ان يجيبه"انت تقول هذا من بداية الرحلة ،و الواضح اننا لم نقترب حتى"

رفع نيكولاس اصبعه الاوسط و ووجه ناحية نيكولاس دون الالتفاف اليه او الرد عليه،قبل ان يرجع ذراعه لجيبه و يكمل المشي و كأنه لم يحدث اي شيئ،من ما اثار غضب جوزيف.

الشمس محجوبة من الغيوم،و الرياح تلوح بالارجاء،و اقدام ابطالنا غاطسة في التلوج،ماشيةً برحلة مجهولة دون معرفة ما تخبئه لهم هاته الطريق التلجية.

و قبل ان يبدأ جوزيف بالشكوى كعادته،نطقت جيني بنبرة فيها نوع من الصدمة"انظرو هناك!"

ليلمح الجميع،شيئاً اشبه بالحطام،بنياتٍ محطمة و مكسورة من الخشب،التي بدا على انها كانت بيوتاً في وقتٍ من الاوقات.

اقتربو الا المكان اكثر فأكثر،الا دخلو لقلب المنطقة.

كان المكان عبارة عن مجموعةٍ من الاكواخ المحطمة،التي طمس بعضها لدرجة انها اصبحت فقط حطاما،بينما استطاع الاخر البقاء صامدا على شكله المعتاد.

مكسووين بالتلوج البيضاء التي حاولت طمس القصة المأساوية لهذا المكان.

احست جيني بمزيج من الاستغراب و القلق،ثم قالت بنبرة قلقة"يبدو ان هذا المكان قد تعرض للهجوم من تلك المخلوقات"

ليرد عليها نيكولاس و في وجهه مزيج من الجدية و الحزن,و كأنه استرجع ذكريات حميمية لهذا المكان"اجل...لقد كانت هاته القرية يوما ما،مكانا مزدهرا يملئه الحياة،من الرغم من قساوة العالم انذاك،لكنهم استطاعوا التعايش و تحقيق الامن و السعادة للجميع...اترين كل هذا؟،لم يقم به زومبي،ولا وحش،او اي كائن من تلك الكائنات...بل شيئ اسوء"

ردت عليه جيني بنبرة فيها مستغربة في طياتها نوع من الحزن تجاه مواطني القرية"اذا من قام بهذا؟"

ليرد عليها نيكولاس مباشرةً بنبرة مليئةٍ بالحقد و الكراهية"الكاتوران،هائلاء الساقطون،قتلو الجميع،دمرو الاكواخ و المزارع،و مع ذالك عطشهم الدموي لازال غير مرويي... قامو بأسر و استعباد كل من عاش من هاته المذبحة،و عاملوهم هم و ابنائهم و كالحيوانات،و كأنهم فقط كائنات عديمة القيمة...و لهذا اقسمت انني لن ارتاح حتى انتقم،ليس لي فقط بل لكل شخص تأذى من شر و حيوانية تلك المخلوقات"

بعد سماع كلمات نيكولاس،دب في قلبها خليط من المشاعر المتمثلة في الحزن و الشفقة،لتسأله بعدها رغم معرفتها لجواب سئالها"إذا هذا سبب قدومك كل هاته الطريق لهنا...الانتقام"

هز نيكولاس رأسه بتبات،قبل ان يبدأ بالمشي بهدوء للأمام،بين التلوج و الحطام،يلتفت من حين لأخر للمنازل المحروقة و في قلبه حرقة شديدة لأصحاب هاته الارض.

في الوقت التي كان ايثان و جيني يتبعانه و في عيونهما الشفقة و الحزن،لكلٍ من نيكولاس و شعبه.

بينما كان جوزيف يمشي بالمكان،و يجمع الخشب المرمي هنا و هناك.

بعد مرور 5 دقائق من المشي،توقف نيكولاس فجأة في مكانه،بوجهٍ متحجر يحمل في طياته الحسرة و الحزن.

ليتوقف كلاً من جيني و ايثان بجانبه،ناظرين الا نفس المكان الذي ينظر اليه.

ليجدو ارضاً واسعةً،مليئة ببياض التلج،مغروسةٌ فيها اخشاب متنوعةٌ اشكالها،بعضها سوداء اللون،و بعضها مكسور،بعضها طويل و بعضها قصيرة،و كأنها زهور زابلة نمت على ارض ميتة.

نظرت جيني ناحية نيكولاس في حيرة سائلتا اياه"لقد زرت هذا المكان صحيح؟اذا ايمكنك شرح لماذا هاته الاخشاب مغروسة هنا بهذا الشكل؟"

تنهد نيكولاس في حسرة قبل ان يرد عليها"اظن انها واضحة بما يكفي...انها قبور من ماتو من هجوم الكاتوران"

لترد عليه جيني بسئال اخر"قبور؟ما هذا؟"

التفت نيكولاس اليها بمزيج من الاستغراب و عدم التصديق"اتمزحين معي؟من لا يعرف القبور؟"

غيرت جيني انظارها للأرض بنوع من التوتر و الاحراج قبل ان ترد عليه"اوه..اههه.حسنا،كما تعلم انا لم اكلم الكثير من البشر في حياتي سوا والدي،لذا اعذرني ان كان سئالي غبيا بنسبة لك"

اخذ الاخر نفسا عميقا قبل ان يرد عليها"القبر هو المكان الذي ندفن فيه موتانا،و ذالك يعد احتراما لهم و لجثثهم...و ايضا من اجل منع رائحة الجثة من الانتشار بالمكان...كما اخبرتك سابقا فالكاتوران مجموعة من المريضين لذالك هم بالطبع لم يقومو بدفن جثث من قتلوهم،لكن عند هروبي منهم و عثوري على هذا المكان لأول مرة،لم استطع ترك جثثهم تتعفن هكذا،لذالك قمت بدفن جميع من في هذا المكان،و استعملت اخشاب المنازل التي وجدتهم فيها لأزين بها قبورهم..."

نظر جيني و ايثان للمقبرة مجددا،و لكن ليس بنظرة استغراب،او عدم اهتمام،بل بنظرة تظهر مشاعر الحزن و الشفقة المتشكلان في قلوبهم.

و وسط هاته الاجواء الحزينة،قال جوزيف من بعيد صارخا عليهم بعصبية"استبقون هناك الا ان تتحولو لتماثيل تلجية ام مذا؟تعالو بسرعة"

ليجدو عند قدومهم جوزيف قد جمع مجموعة من الاخشاب مشعلا فيهم ناراً هائلة،قد تكفي لإحراق حصان كامل،تحت انظار الذهول و الصدمة المرسومة على اوجه الجميع.

سأله نيكولاس بمزيج من الصدمة و الاستغراب"كيف استطعت اشعال النار؟انا الوحيد الذي يمتلك ولاعة هنا!"

ليرد عليه جوزيف و في وجهه ابتسامة ماكرة"اجل انت الوحيد الذي يمتلك ولاعة،لكنك لم تلحظ ان ولاعتك العزيزة قد تمت سرقتها مني"

لتتشكل ابتسامة قلقة خفيفة على وجه نيكولاس،ليجلس مباشرة امام جوزيف و البقية.

رغم كونهم بعيدين عن النيران، قوتها كانت كفيلة بنقل دفئها،لأجسادهم الباردة بالكامل.

فجأة مد جوزيف كأسا فخارية مليئة بالمياه تجاه نيكولاس قائلا"اتشرب؟ "

امسك نيكولاس الكأس بعدها،و بدأ بالشرب منه بهدوء على فترات متفاوتة،وفي وجهه الاسترخاء متناقضا مع القلق و الغضب المتجذر في قلبه.

تكلم جوزيف قائلا بنبرة سعيدة بعد ان اكمل كأسه"اهههههههههههه اخيرا بعض الانتعاش،لحسن الحظ ان الاكواب منتشرة في الارجاء."

ليرد عليه نيكولاس بصوت ضعيف"نعم..."

عم الصمت المكان لفترة وجيزة من الوقت،لم يكن لدا احد منهم شيئٌ ليقوله،كل ما ارادوه هو الاسترخاء قليلا.

مدّ نيكولاس يده نحو حقيبته الممزقة وأخرج بعض الطعام المعلّب، رماه أمام البقية بهدوء.

اخذ كل واحد منهم علبته،ليبدئو بالاكل بعدها بهدوء،مخرجين اصوات المضغ من افواههم المليئة بالطعام.

ما عدا نيكولاس لذي بقي جالسا في مكانه بأيدٍ فارغة موضوعةٍ فوق ركبتين المجموعتين على بعضهما،غارقا في افكاره الخاصة.

رفعت جيني رأسها بعد أن لاحظت صمته الغريب، ابتلعت ما في فمها بصعوبة وقالت بنبرة حذرة"لماذا لا تأكل؟... أنت أكثرنا حاجةً للطعام الآن"

رد عليها بنبرة هادئة"لا اشعر بالجوع"

تبادل جوزيف وإيثان نظرات قصيرة، ثم هز جوزيف كتفيه بلا مبالاة وأكمل التهام طعامه،في حين ظهرت تعابير الشك و القلق على وجه جيني لتقول بعدها بنبرة يكسوها القلق"اهناك مشكلة؟"

اخذ نيكولاس نفسا عميقا،و وضع يده على جبينه قبل ان يبدأ بالكلام بنبرة فيها نوع من الندم"لم يبقا لنا الكثير و سنصل الا مكان الكاتوران،المسافة الفاصلة بيننا و بينهم ساعتان فقط مشياً على الاقدام...لأختصر الامر عليكم من هاته النقطة ليس من ضروري لكم ان تتبعوني،لقد تعرضتم للخطر بما فيه الكفاية،بقدومكم معي،و انتم لا علاقة لكم بمشكلتي حتى،لذالك اريدكم ان تبقو هنا بينما اذهب لوحدي اليهم،المكان امن بعيد عن تلك المخلوقات،عشت هنا لمدة و لم يصبني اي مكروه لذا لا داعي للقلق"

ساد صمت ثقيل بين الأربعة، لم يجرؤ أحد على مقاطعته وهو ينهي كلماته، وكأن النار أمامهم قد خمدت للحظة، تاركة خلفها برودةً صافيةً تسللت إلى صدورهم جميعًا.

تمتمت جيني و في نبرتها رعشة خفيفة"تريد ان تتركنا هنا؟...لوحدنا؟"

لم يرفع نيكولاس رأسه، ظل يحدق في الأرض بينما يجيب بنبرة هادئة"الامر افضل من قدومكم معي،فالكاتوران ليست لديهم اخلاق او رحمة،فور امساكهم لكم سيقومون بقتلك بأبشع الطرق...بل و اسوء حتى من ذالك..."

قهقه جوزيف ضاحكًا رغم جدية الموقف،ثم قال بنبرة ساخرة"تبدو فكرة جيدةً بنسبة لي،البقاء وحيدين،وسط قرية مدمرة،و البرد يحاول قتلنا بكل رجولة،مضحك المشكلة انك انت من قمت بإجباري لذهاب معك"

ردت جيني عليه محاولتا الدفاع عن نيكولاس"ل.لكن لديه سبب مقنع لفعل ذالك على الاقل...عائلته يتم قتلها من قبل هائلاء الكاتوران و تريده ان يبقا جالسا في مكانه دون فعل شيئ؟...لقد احتاجك يا جوزيف لم يكن لديه خيار سوا ذالك"

اخذ جوزيف نفسا عميقا ثم بدأ بحك رأسه بإنزعاج ثم قال بنبرة عادية لكن في اعماقها الانزعاج"انسو الامر،لقد فات الاوان على الانسحاب على اية حال"

فجأةً اثناء كلامهم،بدأ صوت غريب يتسلل الا اذانهم،من ما جعلهم يصمتون جميعا،مركزين على الصوت و القلق يملئ قلوبهم.

همس جوزيف بصوت حذر"اتسمعون ما اسمعه؟"

لترد عليه جيني بصوت شبه مسموع"اجل"

بينما اكتفى ايثان بهز رأسه بنعم

مد نيكولاس يده نحو بندقيته قبل ان يلتف نحو مصدر الصوت،بينما يفكر"هذا يشبه صوت سيارة جيسي...ايمكن ان يكون هو؟او شخصاً اخر؟"

لم يأخذ نيكولاس الكثير من الوقت بالتفكير،فهرع مباشرة نحو الصوت بخطوات حذرة و سريعة.

كان الصوت يقود نيكولاس بين حطام القرية المدمرة،و التلوج المبعترة بالارجاء،نحو البحرية المجمدة.

و صوت السيارة يعلو اكثر فأكثر كلما اقترب نيكولاس للمصدر.

توقف نيكولاس مباشرة،و اختبئ خلف احد الجدران التي لازالت قائمة رغم تأكلها مع مرور الزمن.

اخرج جزئاً من عينيه من على الحائط.

ليلاحظ سيارة بيضاء اللون(نشرح سيارة لاحقا).

و بجوارها رجلان،كلاهما يرتدي قميصا شتويا واسعا احمر اللون ذو حواف صوفية،و سلاسل من العظام،واحد منهما لديه شعر اسود كتيف،مع عينين بنيتين ضيقتين،مع انف صغير،و ملامح تعبة،يحمل في ذراعه سيفا معدنيا.

اما الاخر فلديه شعر احمر قصير،مع عين بنفس اللون،واحدة منهما بيضاء و حولها جرح اشبه بالحروق،بأنف صغير،و ملامح جدية،يحمل فأسا حديديا في يده،بينما يضرب التلج الموجود بالنهر محاولا الحصول على الماء،بينما يتحدث مع زميله الاخر.

لكن الشيئ المتشارك بينهما و الاكثر غرابة،انهم كليهما لديهما رمز غريب في اجسادهم.

دائرة و في منتصفها نقطة،مطبوعة على اجسادهم كحروق في الجسد.

واحدة مرسومة في عنق الاول.

و الثانية مرسومة في يد الاخر.

فور رأية نيكولاس لتلك الرموز،بدأت قبضته بالضغط بقوة على المسدس،و ملامح الغضب ابتدأت بالتشكل في مرأه،بعد استوعابه لحقيقة الشخصين الواقفين امامه

"و بعد مرور السنين،اخيرا التقي بكم يا حتالة الارض...الكاتوران"

في نفس الوقت كان بقية اصدقائه قد وصلو الا مكانه.

لوحت جيني لنيكولاس لكي ينتبه اليها،و يقوم بإخبارهم بالمشكلة.

لكن الاخر لم يعرها اية اهتمام لم يكلف نفسه عناء النظر اليها حتى،فقد كان هناك فريستان تراقبهما عيناه.

"واحد منهم لديه سيف طويل،اما الاخر فلديه فأس،المسافة بيننا هي عرض النهر ما يساوي فاصلا جيدا بيننا،احمر الرأس يتحرك كثيرا لذالك اطلاقي عليه سيكون فيه نوعٌ من المخاطرة،اما الاخر فشبه تابت لذالك ستكون نسبة قتله افضل بمراحل...اما الاهم هو ما بعد قتلي له...هل سيهرب الثاني،او سيحاول الانتقام...لا يهم ففي كلا الحالتين سأقوم بقتله"

رفع نيكولاس بندقيته نحو الاول مستهدفا رأسه بدقة،بجسد ثابث،و عيون مشعولة بالحقد،وضع اصبعه على الزناد،ضاغطا عليه بأسرع ما يمكن.

لتنطلق الرصاصة من فوهة المسدس بسرعة جنونية،نحو رأس الكاتوران في بضعة ثواني،مخترقتا جمجمته بسهولة،صانعتا فوهتا متوسطة الحجم،في منتصف رأسه.

تسربت الدماء،و سقط الكاتوران على الارض قتيلا.

من ما افزع زميله الاخر.

امسك فأسه بقوة و في وجهه تعابير القلق و التوتر،ثم انطلق بسرعا خلف السيارة.

اهبط نيكولاس بندقيته بهدوء،و مشاعر الرضا و السعادة بدأت بالتغلغل في عروقه،تنهد تنهدا خفيفا،بينما رفع وجهه نحو السماء،مخرجا ضبابا طفيفا بسبب البرد،و في وجهه معالم الراحة و الرضا.

تقدمت جيني بسرعة نحو نيكولاس سائلتا اياه بنبرة قلقة"مذا هنا؟اقتلت الوحش؟"

اهبط نيكولاس رأسه بهدوء و على مرأاه ابتسامة خفيفة ليرد عليها"نعم لقد تخلصت من الوحش،لكن بقي واحد"

ليتجاوز كومتا من الحطام الملقية امامه متوجها ناحية السيارة.

نظر رجل الكاتوران بخفة من خلال السيارة،ليجد نيكولاس يتقدم نحوه بهدوء،وجهه غير واضح بالنسبة له،لكنه عرف انه كان سبب موت رفيقه.

ظهرت تعابير القلق و الخوف على ملامحه بينما يتحدث في داخله و قلبه مليئ بالحقد"هذا القرد الحقير قام بقتل جرناس،لديه مسدس لذا لن تكون لدي فرصة امامه،و مفتاح سيارة موجود مع الاخر لكنه مات الان،اللعنة"

ف

جأةً لمح الكاتوران شيئا زرع بصيصا من الامل في قلبه،مفتاح السيارة ساقط بالقرب منه.

من ما زاد من امله قائلا في عقله"جرناس ايها الحقير،حتى بعد موتك لازلت مفيدا"

استلقى الرجل على الارض،و مد يده تحت السيارة ممسكا مفتاح السيارة،ليقوم بعدها بأسرع ما يمكنه بدخول السيارة و محاولة اقلاعها.

اخذ نظرة خاطفة على نيكولاس،ليرتعب من كونه قريبا زيادة عن الزوم،فقط بضعة خطوات من الوصول اليه.

و الغضب مهيمن على ملامحه.

حرك الرجل مفتاح السيارة بسرعة،اشغل صوت المحرك لعدة ثواني،ليقوم بعدها بلفها مجددا ليزمجر المحرك بعدها بصوت قوي مشغلا السيارة بشكلٍ كامل.

ليظهر مزيج من الفرح و الكراهية على ملامحه،ليقوم بعدها بتحريك السيارة مباشرة للأمام،ناويا دهس نيكولاس للموت.

تجمد الوقت للحظة قصيرة،بين زمجرة المحرك و صوت التلج المتكسر تحت الاطارات...

لم يتراجع نيكولاس خطوة واحدة،حدق في مقدمة السيارة المسرعة نحوه بأعينٍ يتغلغلها الغضب و التحدي.

صرخ كلاً من جيني و جوزيف بنفس اللحظة

"نيكولاااس!!"

"ابتعد من السيارة ايها الابله!!"

فور ان اقتربت السيارة بشكل كافٍ نحوه،قفز مباشرة ليمينه مبتعدا عنها،من ما ادا الا تجاوزها له.

ضغط الرجل على اسنانه بغيض بينما ينظر الا نيكولاس من مرايا السيارة و الحرقة تملئ قلبه.

حاول الاتلفاف و العودة نحوه،لكن النهر المتجمد من تحته قام بعرقلة تحكمه بالسيارة،حاول لفها يمينا و يسارا،لكن السيارة اكتفت بالتزحلق بشكل عشوائي.

ضغط على فرامل بكل ما اوتي من قوة،لتصرخ الاطارات من تحته و هي تحتك بالجليد بلا جدوا.

ليصطدم فورا نحو الاكواخ المدمرة،محطما كل شيئٍ في طريقه،متسببا بانهيار الاخشاب فوق مقدمة السيارة.

اهتزت المركبة بعنف قبل ان تتوقف بشكل مفاجئ،ليسمع صوت تحطم الزجاج صدى الاصطدام في انحاء القرية المهجورة.

انتفض جسد الكاتوران داخل السيارة من قوة الاصطدام،ارتد رأسه بقوة نحو المقود،ثم رفعه بصعوبة و عيناه شبه مغلقتين من اثر الصدمة،بدأ بالتنفس بهستيرية،و الالم لا يفارق جسده المتهالك،بينما يطلق اصواتا من الالم و المعانات.

وضع يده على رأسه بسبب الالم،ليستغرب من دفئٍ غريب في يده.

اهبط يده المرتجفة ببطئ نحو مرأا عينيه ليتفاجئ بالدماء و هي تملئ كفه،ليغرس شعور الخوف و الرعب في اعماقه.

نزع حزام الامان،و فتح باب السيارة،ليخرج بعدها واقفا بالكاد على اقدامه،بينما يمسك رأسه النازفة و الغثيان واضح في تحركاته.

ليبدأ بالمشي بشكل متعرج،محاولا الفرار من المكان قبل ان يتم امساكه.

لكنه سقط على الارض بفعل الصدمة و تراكم الجروح.

لكن رغبته بالعيش كانت اقوى من كل هذا،نهظ على قدميه رغم فقدانه لقواه،و بدأ بجر نفسه بالقوة للمشي رغم الاصابات.

و لكن الحياة لا تسير دائما كما مخطط لها.

(طلقة)

سقط الرجل الارض ممسكا بقدمه التي اخترقتها الرصاصة،صرخ صرخة قصيرة مكتومة بالالم،بينما يتلوا فوق التلج الملوث ببقع الدم الدافئ.

اقتربت خطوات ثقيلة من خلفه،غرست الرعب و الرهبة في قلبه.

التف بسرعة للوراء بوجه شاحب و متهالك،ليجد نيكولاس من فوقه ينظر اليه بملامح مليئة بالاحتقار و الدونية،ممسكا ببندقيته بكل عصبية.

ارتعد جسد الكاتوران،و زحف بضعة بوصات للخلف،ينظر نحو هلاكه بعينين متجمدتين،بينما تتصادم اسنانه مرتعشتا،ليس بسبب برودة التلج،بل لشعوره بإقتراب الموت.

اتكأ نيكولاس على ركبيته،في حين الصق فوهة بندقيته في منتصف جبهة الكاتوران،ليتكلم الرجل فيما بعدها بنبرة غاضبة محاولا اخفاء الخوف الذي يتخلله"لم اتوقع انه سيضل هناك ناجين منكم ايها العبي_"

و قبل ان يكمل كلامه تلقا لكمة قوية في منتصف وجهه،التي قامت بتكسير انفه على الفور ليمسك بها الرجل مباشرة من شدة الالم و في الوقت ذاته نطق نيكولاس بمزيج من الكراهية الخالصة و الاستهزاء"اوههه فارغر لا داعي للقلق لا يوجد احد هنا سواي،فكيف يمكن لحيوانات مثلكم ان تترك المكان بسلام على اية حال؟اوه!كيف نسيتني بهاته السرعة يا فارغر؟انه انا نيكولاس!"

فور سماع فارغر لإسمه،توسعت عيناه في دهشة و رعب،و توقف عن الانين و كأن اسم نيكولاس قد اشعل ذاكرته المنسية.

اكمل نيكولاس كلامه"كم كانت ايام حقيرة كما تعلم،عندما كنا صغارا،كنت تحب اذية عائلتي اتتذكر؟لدرجة اني الا الان لازلت اعاني بسبب هاته العين العمياء الحقيرة(تنهد طويل)و ها انت ذا مصيرك بالكامل بين يدي..."

ضحك نيكولاس ضحكة ساخرة قصيرة،ثم في لحظة واحدة قام بوضع قدمه فوق جرح الذي في قدم فارغر،ضاغطا عليه بقوة جاعلا اياه يصرخ من الالم.

و في الوقت ذاته بدأ بالكلام بنبرة مليئة بالمقت و الحقد تجاهه"اتحس بهذا الالم؟ارأيت كم هو حارق؟كم هو مألم؟كل هذا لا يقارن و لو للحظة بالحرقة التي كنت احس بها يوميا طيلة هاته السنين تجاهكم،الالم النفسي لمعرفة ان والدتي و اصدقائي يعانون في حصونكم الحقيرة".

و مع كل كلمة قالها كان يزيد من ضغط على جرحه،لتزداد حدة صرخاة الرجل اكثر فأكثر.

و في الوقت ذاته كان بقية الفريق يراقبون المشهد بصمت.

جيني بوجه شاحب مرعوب من هول المنظر.

و جوزيف بوجه مصدوم يكسوه القلق و التوتر.

و ايثان بمزيج من الفضول و نوع من الخوف من قساوة المنظر.

انحنى نيكولاس على الارض،و قام بحمل عمود خشبي صغير حاد النهاية،ذو حجم اصغر من الاصبع.

نظر اليه لبرهة ثم اعاد نظره لفارغر،و في ثوانٍ معدودات.

انقض نيكولاس عليه و قام بفتح عينينه بالقوة،ليقوم بعدها بشكل مباشر بغرس العمود في عين فارغر اليمنى.

غارسا غصون الالم و العذاب فيها،تاركا اياه يصرخ بكل ما اوتي من قوة،واضعا يديه فوق عينيه،بينما يتلوى تحت اقدام نيكولاس،و يداه تحاولان بشكل يائس ازالة الغصن.

وقف نيكولاس فوقه،ينظر اليه بأعين خالية من الشفقة،و كأن نيران قلبه تخمد ببطئ لرأيته يعاني.

ليقول له بنبرة ساخرة"اوه انظر الا نفسك،اصبحنا متشابهين الان!كلانا لا نمتلك عيناهههههههه"

شهق فارغان شهقة عالية مخنوقة بالالم،بينما يضع يده على عينه المصابة و الدماء تتسل خارج يده،ليصرخ بعدها بصوت مبحوح مليئ بالالم و الحقد"لن تنجو بفعلتك!لن تنجو بفعلتك!سوف يلاحظون اختفائي و سيأتون هنا عاجلا ام اجلا،سيقومون بسلخك حيا،تقطيعك،حرق جلدك و عظامك،و تحويلك الا طعام لإخوانك من الحيوانات!ايها داعر الحقير"

فجأة ادخل نيكولاس بندقيته في فم الكاتوران،مدخلا اياها مباشرتا في حلقه،تاركا اياه يختنق بكل يأس و إذلال،ليقول له بعدها بمزيج من الجنون و العصبية"لا داعي للقلق،سأذهب بنفسي اليهم ليس هناك داعٍ لهم للقدوم،و سأتأكد سأتأكد من انني سأقوم بقتلهم جميعا بأبشع الطرق،سأقوم بحرق منازلكم،فصل لحمكم عن عضامكم،ترككم تعانون تحت وطأة البرد عراتا مقيدين عاجزين عن فعل اي شيئ سوا الدعاء لموتكم(شهيق ثقيل)و من حضك الجيد انك لن تكون حيا لرأية اي من هذا".

ليقوم مباشرة بسحب الزناد،لتخترق الرصاصة حلقه،و تتفجر دمائه بالمكان،ليس كجثة مشوهة فقط،بل كبداية لخطة نيكولاس الكبرى.

سحب نيكولاس البندقية ببطئ من فم الجثة،رامقا اياه بنظرة من الازدراء.

لف نظره نحو السيارة من امامه،ثم بدأ بالمشي ناحيتها و كأن شيئا لم يحدث،فتح الباب الشبه مغلق ثم دخل لداخلها،ليقوم بعدها بمحاولة تشغيلها،لكنه لم يعرف كيف يقوم بتحريكها كونه لم يقم بسياقة سيارة قط.

خرج من السيارة بسرعة و صرخ ناحية البقية"ايعرف احدكم كيف يعمل هذا الشيئ؟"

بقو صامتين لمدة من الوقت بأعين مترددة،قبل ان يرد عليه جوزيق قائلا"لحسن حظك انني موجود يا رجل"

تقدم ناحية السيارة،و قام بتشغيلها بخفة،ليشرع البقية بالدخول لداخل.

جلس نيكولاس بالمقعد الامامي بينما جلس كلا من جيني و ايثان بالمقعد الخلفي.

ليبدأ جوزيف بالقيادة للخلف محاولا الابتعاد عن المكان،عانا قليلا بسبب التلج لكنه استطاع تخطي الامر بأسرع ما يمكن.

تجاوزوا النهر المتجمّد بصعوبة، بينما صوت المحرّك يختلط بصدى تنفّسهم المرهق وأنفاسهم الثقيلة المليئة بالتوتّر.

خيّم صمت ثقيل على السيارة، لم يجرؤ أحد على قول كلمة واحدة.

كانت عيون جيني مليئة بالقلق و نوع من الخوف و عدم الراحة يخيم على قلبها.

في حين كان ايثان ينظر الا نيكولاس بوجه مستغرب،و كأنه يسأل عن سبب قيام نيكولاس لكل هذا؟

أمّا جوزيف فظلّ يركّز عينيه على الطريق أمامه، يقبض على المقود بهدوء،و كأنه معتاد على هذا.

كان نيكولاس يحدّق للأمام بصمت، لا يرمش تقريبًا، ويده لا تزال تضغط على البندقية في حجره. بدت الدماء اليابسة على أطراف أصابعه كدليل صامت على ما فعله قبل دقائق.

فتح جوزيف فمه كأنه سيقول شيئًا، ثم أغلقه مجددًا. لم يكن هناك ما يمكن قوله. في النهاية تكلم بصوت خافت، متردّد"إلى أين الآن؟"

ليرد عليه نيكولاس بنبرة هادئة"الكاتوران"

ليضغط على البنزين،مسرعا بالسيارة نحو وجهتهم المحتومة.

(في مركز القرية)

كان جيني جالسا في احد الكراسي،جامعا يديه مع بعضهمها البعض،ناظرا للأرضية تحته و مشاعر الإضطراب و التوتر تهيمن على قلبه.

ظل صامتا،لا ينطق حرفا حتى،بينما ترتجف قدمه اليمنى بتوتر،و كأنه ينتظر شخصا ما للحضور.

فجأة دخلت ميرا للمكان،ليستقبلها جيسي مباشرة بسئاله لها بنبرة قلقة اثناء ما رفع انظاره ناحيتها"اوجدتموهم؟"

اخذت ميرا نفسا خفيفا قبل ان ترد عليه و ملامحها شاحبة من التعب و القلق"اسفة،لكننا لم نجد اي اثر لهم حتى الان،ارسلنا مجموعة من المتطوعين للبحث عنهم في مختلف الاماكن ضمن حدود 1 كيلومتر لكننا لم نجد حتى اثرا واحدا لهم."

وضع جيسي يداه على وجهه في يأس و غضب بعد سماع كلمات ميرا.

اقتربت ميرا منه قليلا و جلست بكرسي اخر بجانبه،ثم بدأت بالتربيت على ظهره محاولتا التخفيف عنه و في نفس الوقت لا تدري ما يجب عليها قوله.

فجأة نطق جيسي و يداه لازالتا تغطيان وجهه"الم تجدو اية اثار لأقدامهم بالتلج؟"

ردت عليه ميرا بهدوء"لا...لا بد ان تلج قد طمسها..."

على غير المتوقع ضرب جيسي قدمه بقوة،مظهرا نصف وجهه الايسر التي تخللته مشاعر القلق و الحزن.

قائلا داخل عقله المضطرب"اللعن* يا ليتني بقيت معهم في تلك اللية،كنت سأستطيع منع الامر من الحصول،الا استطيع فعل شيئٍ واحد بشكل صحيح ام مذا؟ايثان لو حدث لك اي مكروه فلن اسامح نفسي ابدا ما حييت،لذالك اتمنى من كل قلبي ان تكون سالما"

(النهاية)

لا تنسى الصلاة على رسول الله

اسف عل سحبة الكسل كان اقوى مني شويتين (: 

بس بأحاول انتظم بتنزيل الفصول

More Chapters